سورة غافر - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (غافر)


        


{حم} قُضي ما هو كائن.
{تنزيل الكتاب} ابتداءٌ، وخبره: {من الله العزيز العليم}.
{غافر الذنب} لمن قال لا إله إلاَّ الله {وقابل التوب} ممن قال: لا إله إلاَّ الله {شديد العقاب} لمَنْ لم يقل لا إله إلاَّ الله. {ذي الطول} الغنى والسَّعة.
{ما يجادل في آيات الله} أَيْ: في دفعها وإبطالها. {فلا يغررك تقلبهم} تصرُّفهم {في البلاد} للتِّجارت، أَيْ: سلامتهم بعد كفرهم حتى إنَّهم يتصرَّفون حيث شاؤوا؛ فإنَّ عاقبتهم كعاقبة مَنْ قبلهم من الكفَّار، وهو قوله: {كذبت قبلهم قوم نوحٍ والأحزاب من بعدهم} أي: الذين تحزَّبوا على انبيائهم بالمخالفة والعداوة كعادٍ وثمود {وهمَّت كلُّ أمة برسولهم ليأخذوه} أَيْ: قصدت كلُّ أمة رسولها ليتمكَّنوا منه فيقتلوه {وجادلوا} بباطلهم {ليدحضوا} ليدفعوا {به الحق فأخذتهم} فعاقبتهم {فكيف كان عقاب} استفهام تقرير.
{وكذلك} ومثل ما ذكرنا {حقت كلمة ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار} يعني: قوله: {لأملأنَّ جهنم منك وممن تبعك...} الآية. ثمَّ أخبر بفضل المؤمنين وأنَّ الملائكة يستغفرون لهم فقال: {الذين يحملون العرش ومَنْ حوله} من الملائكة، وقوله: {ربنا وسعت كلَّ شيءٍ رحمةً وعلماً} أَيْ: وسعت رحمتك كلَّ شيء، وعلمتَ كلَّ شيء.


{إن الذين كفروا ينادون} وهم في النَّار وقد مقتوا أنفسهم حين وقعوا في العذاب. {لمقت الله} إيَّاكم في الدُّنيا إذ تُدعون إلى الإيمان فتكفرون أكبرُ من مقتكم أنفسكم.
{قالوا ربنا أمتَّنا اثنتين وأحييتنا اثنتين} وذلك أنَّهم كانوا أمواتاً نُطفاً، فأُحيوا ثمَّ أُميتوا في الدُّنيا، ثمَّ أُحيوا للبعث {فاعترفنا بذنوبنا} أي: أريتنا من الآيات ما أوجب علينا الإقرار بذنوبنا {فهل إلى خروج} من الدُّنيا {من سبيل}؟ فقيل لهم: {ذلكم} العذاب {بأنَّه إذا دعي الله وحده كفرتم} نكرتم وحدانيته {وإن يشرك به تؤمنوا} تُصدِّقوا ذلك الشِّرك {فالحكم لله} في إنزال العذاب بكم لا يمنعه عن ذلك مانع.
{هو الذين يريكم آياته} دلائل توحيده {وينزل لكم من السماء رزقاً} بالمطر {وما يتذكر} وما يتَّعظ بآيات الله {إلاَّ مَنْ ينيب} يرجع إلى الله بالإيمان.
{فادعوا الله مخلصين له الدين} الطَّاعة.
{رفيع الدرجات} رافعها لأهل الثَّواب في الجنَّة {ذو العرش} مالكه وخالقه {يلقي الروح} الوحي الذي تحيا به القلوب من موت الكفر {من أمره} من قوله {على مَنْ يشاء من عباده} على مَنْ يختصه بالرِّسالة {لينذر يوم التلاق} ليخوِّف الخلق يوم يلتقي أهل الأرض وأهل السَّماء، أَيْ: يوم القيامة.
{يوم هم بارزون} خارجون من قبورهم {لا يخفى على الله} من أعمالهم وأموالهم {شيء} يقول الله في ذلك اليوم: {لمن الملك اليوم} ثمَّ يجيب نفسه {لله الواحد القهار}.


{وأنذرهم يوم الآزفة} خوّفهم بيوم القيامة، والآزقة، القريبة {إذ القلوب لدى الحناجر} وذلك أنَّ القلوب ترتفع من الفزع إلى الحناجر {كاظمين} ممتلئين غمّاً وخوفاً وحزناً {ما للظالمين} أي: الكافرين {من حميم} قريبٍ {ولا شفيع يطاع} فيشفع فيهم.
{يعلم خائنة الأعين} خيانة الأعين، وهي مسارقتها النَّظر إلى ما لا يحلُّ.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7